اتهام 5 جنود إسرائيليين بالاعتداء على معتقل فلسطيني وتعذيبه

وجّه المدعي العسكري الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، لائحة اتهام ضد 5 جنود احتياط بتهمة إساءة المعاملة بظروف مشددة والتسبب في إصابة خطيرة لمعتقل فلسطيني داخل قاعدة "سدي تيمان" العسكرية في يوليو الماضي.

وأظهرت لائحة الاتهام أن الجنود قاموا بضرب المعتقل وسحبه على الأرض والدوس على جسده، كما استخدموا صاعقًا كهربائيًا ضده، رغم كونه مقيد اليدين والرجلين ومعصوب العينين، وفق وكالة "فرانس برس". 

وكشفت التحقيقات أن أحد الجنود طعن المعتقل في منطقة حساسة، ما تسبب له بإصابات بالغة.

وأشارت اللائحة إلى أن الاعتداء جاء ضمن ما وصفه الجنود بأنه "نشاط لكسر الروتين" داخل منشأة الاحتجاز، حيث استهدفوا المعتقل، الذي تم تصنيفه على أنه "بارز وجديد" في السجن.

إصابات خطيرة

وبحسب تفاصيل التحقيق، قام الجنود برفع المعتقل من فراشه وهو مقيد، ثم أجبر على الوقوف مقابل الحائط، قبل أن يتعرض للضرب المبرح. 

وأدت هذه الاعتداءات إلى إصابته بكسور في سبعة من أضلاعه، وثقب في رئته اليسرى، وتمزق في المستقيم، إضافة إلى كدمات شديدة في جسده ووجهه.

بسبب هذه الإصابات، خضع المعتقل لتدخلات طبية وجراحية عاجلة، بما في ذلك تلقي وحدات دم، واستمر تحت المراقبة الطبية لفترة طويلة.

ردود الفعل

أثارت لائحة الاتهام انتقادات حادة في الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث هاجم وزير الأمن القومي وزعيم حزب "العظمة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير القرار، معتبرًا أنه يعكس "هوسًا غير مسبوق من الادعاء العسكري".

وفي بيان أصدره اليوم الأربعاء، قال بن غفير: "بدلاً من دعم مقاتلي الجيش الإسرائيلي الذين يضحون بحياتهم لحمايتنا، يختار الادعاء العسكري تقديم لائحة اتهام ضدهم، دون حتى أن يوجه إليهم التهمة الرئيسية التي تم الادعاء بها في البداية". 

وأضاف: "أنا لا أصدق حتى ما ورد في لائحة الاتهام.. هذا سقوط مدوٍّ وإهانة لا تُغتفر".

تصاعد الانتهاكات بحق الأسرى

تأتي هذه القضية وسط تصاعد الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ما يثير مخاوف حقوقية بشأن سياسات الاعتقال والتعامل مع المعتقلين. 

ومن المتوقع أن تُحدث المحاكمة جدلًا واسعًا في إسرائيل، لا سيما مع تنامي نفوذ التيارات اليمينية المتطرفة التي تدافع عن الجنود المتهمين بارتكاب انتهاكات.